الري بالطاقة الشمسية مقابل مولدات الديزل،، دراسة جدوي بالأرقام
كتبه: م عمر رأفت
تزداد أهمية الطاقة الشمسية بمرور الوقت لتحتل مكانة أكبر بين مصادر الطاقة المختلفة لتوفر البديل الأوفر إقتصاديا والأمثل للمجموعات البعيدة عن شبكة الكهرباء مثل تلك الموجودة في عمق الصحراء مما يزيد الطلب عليها وخاصة بعد بدء الدولة المصرية في تدشين مشروع الريف المصري الجديد، مما جعل الطاقة الشمسية حاجة لا يمكن الاستغناء عنها نظراً لأنها توفر البديل الاقتصادي الآمن عوضاً عن استخدام مولدات الديزل، ذلك وحيث أن المزارع مرتبط بسعر محدد لبيع محصوله لا يمكنه أن يزيد عنه وإلا ذهب التجار قبل المستهلكين عن منتجه وهذا من الخصائص المميزة للاقتصاد الزراعي، هذا الانتشار الكثيف صاحبه بعض المشكلات التصميمية والتنفيذية بعضها يتحملها العاملون في قطاع الطاقة الشمسية وأخرى نتيجة لإنتهاج المستهلك النهائي نهج السعر الأقل، في هذا المقال نفصل هذه المشكلات ومآلاتها.
هذا الطلب الكثيف على الطاقة الشمسية لاستخدامها لإدارة طلمبات الري الزراعي صاحبه الكثير من المشكلات الفنية في المقام الأول مثل كثرة الأعطال التي يجد المستهلك النهائي نفسه في مواجهتها بعد وقت قليل من عملية تركيب وتشغيل محطة الطاقة الشمسية، ويرجع سبب ذلك في أكثر الأحيان إلى أن المستهلك النهائي والذي من عنده تبدأ دورة الشراء يقوم باستخدام منتجات ذات جودة منخفضة أو الاستعانة بغير المتخصصين في تصميم وتركيب وتشغيل محطة الطاقة الشمسية الخاصة به ظنا منه أنه بذلك يقوم بخفض التكلفة، لكنه من حيث لا يدري يزيد في قيمة المصاريف التشغيلية مما يضطره إلى دفع أكثر مما كان سيدفع لو أنه منذ البداية استخدم منتجات ذات جودة عالية أو أستعان بالمتخصصين في تصميم وتركيب وتشغيل محطة الطاقة الشمسية الخاصة به.
فمن المشكلات التي نراها في سوق الطاقة الشمسية نتيجة استخدام مكونات ذات جودة منخفضة مثلاً استخدام حوامل الألواح الغير مطابقة للمواصفات التصميمية من حيث الحمل الواقع عليها وسرعة الرياح والتأثر بالعوامل الجوية مما يجعل محطة الطاقة الشمسية دائماً في مواجهة الخطر ويهدد وجودها وضياع إنتاجها ووجودها على مالكها.
كذلك استخدام ألواح طاقة شمسية ذات جودة منخفضة وهذه النقطة يكتشفها المستهلك النهائي بنفسه عند مقارنة إنتاج المحطة الشمسية الخاصة به مع إنتاج محطة أخرى مماثلة لها، فمثلاً لو كانت محطة طاقة شمسية لتشغيل طلمبة ري زراعي نجد أن محطة تعمل مبكراً وتنتهي عن العمل في وقت متأخر من اليوم أما الأخرى فتعمل متأخرا وتنتهي عن العمل في وقت مبكر من اليوم، مما يضيع على المستهلك النهائي فرصة الاستفادة بهذا العدد من الأمتار المكعبة من المياه التي كانت لتروي أرضه وتجعله في غير حاجة إلى تشغيل مولد الديزل لإكمال تروية أرضه.
الري بالطاقة الشمسية مقابل مولدات الديزل،، دراسة جدوي بالأرقام
ولا تتوقف المشكلات عند استخدام مكونات ذات جودة منخفضة بل أيضاً قد تصبح مشكلات تصميمية عند إسناد تصميم وتنفيذ محطة الطاقة الشمسية إلى غير المتخصصين، كأن يجد المستهلك النهائي أن كمية المياه التي تنتج أقل من تلك التي كان يريد الحصول عليها، أو أن فترة استرداد رأس المال أكبر من الزمن الذي كان مخطط له قبل تنفيذ محطة الطاقة الشمسية.
ومن هنا يكون السؤال البحثي على النحو التالي: لماذا الشريحة الكبرى من مشاريع الطاقة الشمسية المرتبطة بالقطاع الزراعي تحتوي على كل هذه الأخطاء مما يصعب من عملية ضبط سوق الطاقة الشمسية الزراعي؟
حيث أنه من المنظور الاقتصادي لسوق الطاقة الشمسية الزراعي أن الطاقة الشمسية هي منتج يخدم القطاع الزراعي وليس العكس، فقد وجب أن تكون إجابة هذا السؤال من وجهة نظر قطاع الزراعة قبل الطاقة الشمسية.
إن أحد أبرز خصائص قطاع الزراعة أنه قطاع تنافسي بالمعنى الاقتصادي، ويرجع هذا الأسباب الآتية:
ومن وصف قطاع الزراعة بأنه قطاع تنافسي فقد أدى ذلك بالنهاية إلى عدم حاجة المنتجين الزراعيين إلى تسويق منتجاتهم، حيث أنه يتم عمل حملات التسويق لأحد الأغراض الآتية:
وحيث أنه في قطاع الزراعة كل البضائع متشابهة ولا يمكن تمييزها عن بعضها وأنها جميعاً لها نفس السعر الموحد، بالتالي فإن عمليات التسويق لا تُجدي نفعا إلا إذا كانت موجهة نحو منتج فريد تماماً وهذا ما هو غير كائن بقطاع الزراعة.
وبعد هذا التفصيل الموجز حول بعض خصائص الاقتصاد الزراعي، فإذا نظرنا إلى أن شريحة مشاريع الطاقة الشمسية المنوطة بخدمة قطاع الزراعة تخضع إلى خصائص الاقتصاد الزراعي السابق ذكرها، فإن ذلك ما سوف يفسر سلوك العميل (المنتج الزراعي) عند تعامله مع السلعة (الطاقة الشمسية) على أنها خاضعة لقواعد السوق مما يُلزمها أن يكون لها سعر موحد، فإن زادت عن ذلك السعر إنصرف عنها ووجد منتج آخر يُلبي السعر الذي يرجوه.
ومن هنا يأتي دور العاملين بمجال الطاقة الشمسية المنوط بهم إيصال كافة التفاصيل الفنية حول محطات الطاقة الشمسية إلى العميل الزراعي، ويكون ذلك بتبيان أن محطات الطاقة الشمسية المستخدمة في إدارة طلمبات الري الزراعي لا تخضع بشكل كلي تحت خصائص الاقتصاد الزراعي السابق ذكرها.
حيث أن محطات الطاقة الشمسية هي أنظمة هندسية يشكلها مكونات ذات تكنولوجيا صناعية خاصة مدعومة بتصميم هندسي وتركيبات فنية مرتبة في ترتيب منطقي وخدمة ما بعد البيع للوصول إلى نظام هندسي متكامل تكن فيه نسبة الأعطال أقل ما يمكن.
فعلى العاملين بمجال الطاقة الشمسية الفهم العميق لمكونات منظومة الطاقة الشمسية حتى يمكنهم إيصال إلى المستهلك النهائي هذا الفهم بصورة مبسطة، فالألواح الشمسية يوجد منها ماركات مختلفة، ويوجد أيضاً منها أنواع ذات جودة مرتفعة وأخرى منخفضة، وهناك أيضاً التكنولوجيا المستخدمة في تصنيع تلك الألواح الشمسية، وعند إدراك هذه الفروقات يتم إيضاح هذه الفروقات إلى المستهلك النهائي في صورة أرقام مالية، حيث أن المال هو العائد الأساسي بالنسبة للمستهلك النهائي، وقد يكون هذا المال في صورة تقليل الفاتورة الكهربائية في حالة محطات الطاقة الشمسية المرتبطة بالشبكة أو في صورة عدد الأمتار المكعبة من المياه وكميات وقود الديزل المستغنى عنها في حالة محطات الطاقة الشمسية المستخدمة في تشغيل طلمبات الري الزراعي.
إن محطات الطاقة الشمسية هي سلعة ولكن تختلف عن السلع الزراعية كونها سلع معمرة، حيث أن العمر الإفتراضي لهذه الأنظمة هو 25 عام وأنها نتجت عن منتجين غير زراعيين يمكن تمييز منتجاتهم عن بعضهم البعض مما يجعل إمكانية وجود سعر موحد لها أمر في غاية الصعوبة.
حيث أنه لا يمكن مساواة محطات الطاقة الشمسية التي يتم فيها استخدام ألواح شمسية من الفرز الأول تعطي خرج منتظم ومحسوب طوال العمر المتوقع لها (25 عام) كتلك التي يستخدم بها ألواح شمسية من الفرز الثاني بها عيوب قد تقلل من القدرة الخارجة من المحطة وتهبط بآداءها خلال سنوات معدودة.
إن محطات الطاقة الشمسية ما يميزها عن وقود الديزل كون أن التكاليف التشغيلية لها هي الأقل، وهذا ما يلزم العميل الزراعي بطلب المنتجات ذات الجودة الأعلى وإنتقاء الشركة مقدمة الخدمة التي تقدم أفضل خدمة ما بعد البيع حتى يحافظ على عمر محطة الطاقة الشمسية الخاصة به.
لذلك فتبيان أن محطة الطاقة الشمسية ليست مجرد سلعة مغلقة يتم شرائها ككتلة صماء هو مهمة مقدمي الخدمة من شركات الطاقة الشمسية المختلفة، لتبيان ذلك الفرق الفني للعميل الزراعي: أنه يقوم بشراء منتجات ذات تكنولوجيا صناعية معينة لها جودتها الخاصة وأنه كلما أرتفعت هذه الجودة أرتفع سعر المكون، مع تبيان أن عمليات التصميم الهندسي وخدمة ما بعد البيع هي جزء من تكلفة النظام ككل، وأن كل هذه الخدمات تساوي سعر مقابل قيمة معينة.
كما وأنه على المستهلك النهائي أن يدرك هذه التفاصيل وأنه لا يوجد وجه مقارنة بين السلعة الزراعية التي يتم بيعها في السوق للعامة ومحطة الطاقة الشمسية التي تحتوي على نظام هندسي متكامل مبني على مكونات صناعية لها جودتها، وأن كل إنخفاض في هذه الجودة يقابله إنخفاض في العائد من محطة الطاقة الشمسية.
للحصول علي أفضل العروض لتوريد وتركيب / صيانة (محطات طاقة شمسية ، سخانات شمسية) من أكبر وأفضل الشركات المتخصصة في الطاقة الشمسية اضغط هنا
"اقرأ أيضا"
دليلك الكامل لشراء الألواح الشمسية
مقال تركيب محطات الطاقة الشمسية للمنازل والمزارع والمنشآت الصناعية ، دليل شامل خطوة بخطوة (1)
الكاتب:عمر رأفت محمد
محاضر وباحث أنظمة الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة بجامعة الاسكندرية
مهندس تصميم وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية
Omarr.mohamed332@gmail.com